يقول الله جل شأنه: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72]، ما معنى الأمانة في الآية الكريمة؟.
الأمانة تفسر بأمرين: أحدهما فرائض الله وحقوق الله من صلاة, وصوم وجهاد, ونحو ذلك يقال له: أمانة, وهكذا التكليف بما حرم الله على عباده أن يمتنع الإنسان أمانة, والأمر الثاني: حاجات الناس وحقوق الناس منها الودائع, والعواري, والرهون هذه يقال لها أمانة أيضاً فالله- جل وعلا-عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال أن يتحملوا هذه الأمانة فخافت من ذلك, وأشفقت من ذلك وحملها المكلفون بني آدم, فالواجب على بني آدم المكلفين أن يعتنوا بهذه الأمانة, وأن يتقوا الله فيها فيؤدوا فرائض الله كما شرع الله, ويجتنبوا محارم الله تعظيماً لله وخوفاً منه-سبحانه وتعالى-, ويؤدوا حق العباد من ديون, ورهون وعواري, وودائع. عليهم أن يؤدوا الحق الذي عليهم وأن يحذروا غضب الله- سبحانه وتعالى-فإن الخيانة توجب غضب الله, والتقصير المتعمد يوجب غضب الله, فالواجب أداء الفريضة كما شرع الله, وترك المحارم كما شرع الله, وأداء حقوق العباد وعدم بخسها من وديعة, أو رهن, أو غير ذلك. بارك الله فيكم وجزاكم الله خير